لا يجوز دعاء أصحاب القبور وطلب الرزق منهم لأن هذا الأمر يفتح باب التعلق بأصحاب القبور وبالتالي
يبتعد الإنسان عن الله عز وجل.
أقسام الدعاء
قد ورد سابقًا أنّ الدّعاء في اللغة معناه: الطلب والابتهال، وهذا المعنى اللغوي يندرج تحتهما
قسمان من الدعاء وهما: دعاء العبادة ودعاء المسألة، ومن الأمثلة على دعاء العبادة: الصّلاة والصّيام
والزّكاة والحجّ وغيرها من العبادات، فكلّ هذه العبادات إذا فعلها العبد يكون المقصود بها طلب
أمر ما من الله تعالى، فالصّلاة بعينها تُعرّف في اللغة بالدّعاء، ممّا يعني أنّ جميع
العبادات فيها طلب المغفرة من الله تعالى والابتهال إليه وطلب جنته والبعد عن عذابه، والدّليل
على ذلك قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}،
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الدّعاء عبادة لله حده، فمن دعا لغير الله فقد كفر
كفرًا أكبر أي الكفر الذي يخرج من الملة
حكم دعاء أصحاب القبور وطلب الرزق من الأموات
إنّ حكم دعاء أصحاب القبور وطلب الرزق من الأموات لا يجوز شرعًا، وهو نوع من
أنواع الشرك الأكبر الذي يُخرج صاحبه من الملة، فالمسألة أيضًا فيها نوع من أنواع البدع
الكبرى، وهي تعلق الإنسان بقبر الميّت، فعندما يطلب فلان من الميت شيئًا يكون عند قبره
على الغالب، ممّا يعني أنّ طلب الشفاعة أو الرّزق يكون من الله تعالى وحده وليس
من المخلوقين، والدّليل على ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ
شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ*قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالأرْضِ}،
فطلب الشفاعة أو الرزق من الأموات شركًا أكبرًا وهو من السبع الموبقات، ولو كان جائزًا
لما رفض الصّحابة -رضي الله عنهم- التّوسل بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم- والاستشفاع به إلى
العباس، والحكم في هذه المسألة متفق عليه بين العلماء قديمًا وحديثًا، فلا مجال للنّزاع أو
استحادث حكمًا جديدًا.