العمل التطوعي أساسي في المجتمعات وليس شيئًا ثانويًا يمكن للمجتمع الاستغناء عنه.
التطوع وضوابطه
التطوع هو التقرب إلى اللهِ تعالى بما ليس بفَرضٍ من
العباداتِ، فهو المجهود البدنيّ الذي يبذله الفرد لإحداث
التغيير في المجتمع دون الحصول على أي أجر ماديّ، وقد
حث ديننا الحنيف على أهمية التطوع للأفراد
والمجتماعات، فقال تعالى:( فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚۚ
)[1]، وقال تعالى:( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ
خَصَاصَةٌ)[2]، وقد رغب فيه رسولنا الكريم، وعد من
الإيمان محبة المسلم الخير لأخيه المسلم، بل أعظم من
ذلك فقال حب لأخيك ماتحبه لنفسك، فما أعظمه من
إيثارٍ ومحبة في هذا الدين الحنيف، في ذات الوقت الذي
نشاهد في التعاملات المادية الجافة التي أحاطت بحياة
الناس فلا خدمة الا بمقابل مادي، وللتطوع ضوابط، لابد
من مراعتها وهي: أن يكون هذا العمل خالصًا لله عز وجل،
وخالصًا من الرياء ومنافسة الأخرين، والعنصرية، وأن
يبذل المتطوع كل جهده لإنجاح هذا العمل التطوعي، وأن
لايدعي معرفة أمرٍ لا يعلمه، حتى لو كان من باب حب
المساعدة فقد يضر بفعله أكثر من أن ينفع، وأن لايتطوع
في أمر محرم، أو يؤدي هذا الأمر الى حرام.
هل الخبرة والمهارة ضرورية للمتطوع
إن الخبرة والمهارة ضروريان للمتطوع في أمور معينه،
كالممارسة العملية للطب فربما تؤدي عدم خبرته في
التعامل مع المرضى تحت اشرف مختص إلى قتل انسان،
وهناك أمور لا يشترط أن يكون للشخص الخبرة فيها،
كالمساعدة في حساب أمر ما، أو تدريس مادة ما.